تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل لغرس المفاهيم والمعارف والقيم ، وخاصة المتعلقة بالوطن من وطنية ومواطنة ، وذلك لأن ترسيخها في مرحلة الطفولة ، وتنشئة الطفل عليها يجعلها عنصراً مكوناً في بناء شخصيته.
والطفل منذ مراحل نموه الأولى يجب أن يتعلم أنه يعيش في مجتمع ، وأنه عنصر فيه ، ويجب أن يكون صالحاً وقادراً على تحمل المسؤولية والمشاركة في نموه وتقدمه ورقيّه بالجد والعمل والكفاح، ويجب أن ينشأ منذ مراحل عمره الأولى على الولاء والانتماء وحب الوطن .
وهناك العديد من المؤسسات التي تعمل على تشكيل وتنمية الوطنية والمواطنة عند الفرد كالأسرة ،والمدرسة ، ووسائل الإعلام ، إلا أن الأسرة والمدرسة تعتبران أهم المؤسسات في إعداد الأطفال، وتربيتهم على الوطنية والمواطنة.
وتبرز اليوم أهمية الوطنية والمواطنة ، من أجل الحفاظ على
الهوية الخاصة بكل مجتمع ،وهذا لا يعني أن الحل يكمن في الانكفاء على الذات ،
والابتعاد عن العالم الذي أصبح قرية صغيرة ، إنما يعني إكساب المناعة لكل فرد من
خلال تربيته تربية وطنية تركز على تزويده بالمعارف ، والقيم ، والمبادئ والمهارات
التي يستطيع بها التفاعل مع العالم المعاصر دون أن يؤثر ذلك على شخصيته الوطنية.
فغرس مشاعر الحب والولاء التي تكمن في الانتماء للوطن ، وحب للبلد ،
وللأرض ، وللشعب ، وفخر بالتراث والحضارة ، وتتجلى مظاهرها في الالتزام بالحقوق
والواجبات ، واحترام القوانين السائدة في الوطن والتوحد معه والعمل على حمايته ،
والدفاع عنه وقت الأزمات بكل غال ونفيس ، حرصا على تماسكه ، ووحدته ، واستمرارية
بقائه وسلامته ، وعملا على نمائه وتقدمه.
فيا أطفالي ، أحبوا وطنكم ، واحموه ،بكل ما أوتيتم من قوّة ، فأنتم
قوّة التغيير
المستقبليّة ، القادرة على قلب المقاييس...
No comments:
Post a Comment