وداع قبل اللقاء
أبنائي التلامذة .
إنه أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي
أقول كم هي صعبة تلك اللحظات وأي لحظات ؟
فها هي لحظة الفراق قد اقتربت وحان وقت الرحيل الذي بدأ يطرق أبوابنا
ليخبرنا بقدومه . ودائماً لحظات السعادة تمر بسرعة . وساعات اللقاء الجميلة أوشكت
على الانتهاء وطيف الذكرى مرعب ومخيف لأننا سنفارق أحبتنا ونودع من عاشوا معنا
سنوات التعليم والمحبة .
لقد تزاحمت في مخيلتي العبارات. وتسابقت
إلى ذهني الكلمات. فاحترت أيها أختار!! وبأيها أبدأ حديثي هذا . فماذا
عساي أقول والدمع في عيني قد ترقرق .
فهاهي الساعات تمر معلنة عن قرب رحيلكم
عن البستان ، البستان الذي ضمكم بحنانه . وجنيتم
منه أطيب ثماره . وارتويتم من ينابيعيه صافي ماءه . إنه ذلك المكان المنير ، الذي
من نوره استنرتم ، ومن خيره نهلتم ، ذلك
المكان الذي فيه تجمعتم ، وتلقيتم فيه العلوم ، وحفظتم فيه آيات من كتاب الله
الكريم ، إنه روضتكم
الخضراء ، روضتكم الغناء ، إنه منبر الضياء .عنيت بها كلية علي بن أبي طالب .
كيف لكم أن تذهبوا تاركين جزيرتكم
الخضراء التي لا تمل العطاء ، فلقد عشتم فيها أحلى لحظات عمركم . لقد
كانت الشمس التي أضاءت طريقكم المظلم بنورها . كانت لكم ذلك الينبوع من العطاء
الذي لا ينضب . لقد نهلتم منها أحلى العلوم ، وأسمى الأخلاق ، فجزاك الله يا كليتنا
كل الخير .
كانت لكم خير عون ، كانت لكم ملجأ
لأفراحكم وأحلامكم ، لأحزانكم وآلامكم ، إنها ذلك الركن المقاصدي الذي إن أصابكم الضعف
يوما استندتم عليها ، وإن أحسستم بالحزن ساعة ارتميتم إليها .
إبنائي ، كم كانت لحظاتنا معكم لحظات
سعيدة ، لحظات تخللها الفرح والحزن ، لحظات لن ننساها أبداً .
أبنائي سامحونا إن أخطأنا يوماً بحقكم
دون قصد ، ورفعنا صوتنا في وجهكم .
أبنائي اسمحوا لي ان اتوجه نيابة عنكم
إلى المعلمين فأقول:
شكرنا لكم . . . فنحن
ما رأينا للنور شعاع إلاَّ من شمس عطائكم .
تقديرنا لكم . . . فنحن ما عرفنا للعلم طريق إلاَّ من السير خلف نهجكم .
ومنكم العلم والنور يـُهدى ما دمتم قد
زرعتم في قلوبنا ألف حرف ومليون كلمة .
أساتذتي : روحكم الطيبة وأخلاقكم
النبيلة وقلبكم الكبير سوف يسامحني على أي هفوة أو غلطة لأنها لم تكن عن قصد فأرجو
أن تسامحوني إن بدر مني ما يضايقكم .
فإليكم يا أساتذتي سفينة شكر بحرها
الأحترام والتقدير لما قدمتموه من خطى خيره لها سابق الفضل في تحقيق أهدافنا . ونسأل
المولى أن يجعلها في موازين حسناتكم يوم تلاقوه ونستودعكم الله الذي لا تضيع
ودائعه . نشكركم ثم نشكركم ثم نشكركم .
أبنائي ، أودعكم الآن متمنياً لكم
التوفيق في إمتحاناتكم الرسمية . أودعكم على أمل أن ألقاكم في حفل تخرجكم يوم
الخميس بتاريخ 5 تموز 2012 .