طلاب ثانوية علي بن أبي طالب يشاركون في استقبال وتوديع قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر في مطار بيروت
شركاء في الوطن......شركاء في المصير المشترك.
وحده المعاش اليومي كفيل بتحقيق التضامن الإجتماعي والتكامل فيما بين أبناء الوطن الواحد على الرغم من إختلاف مذاهبهم وأديانهم. هذا هو الإنطباع الدائم الذي كان يخرج به تلامذة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت من خلال النشاطات التي كانوا يقومون بها مع أترابهم من مدارس مسيحية مختلفة والتي كانت تهدف دوما الى إيجاد فسحة قيمية وطنية مشتركة لزرعها في نفوس الناشئة الذين يكبرون في أجزاء من وطن يصرخ يوميا من نزف جرح اسمه الطائفية والتقسيم, ولقد عمدت جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية منذ تأسيسها على الانفتاح على الاخر الشريك في الوطن وفي المسار والمصير. وليست تلبيتنا اليوم لدعوة استقبال وتوديع قداسة الحبر الأعظم البابا بينيديكتوس السادس عشر الا انعكاس حي لهذه القيم الوطنية التي تعمل مؤسستنا جاهدة على زرعها في نفوس تلامذتها. ولقد أبدى طلابنا المشاركين في هذه المناسبة حماسة عالية في تقدير هذه الدعوة لما تحمله من معان جليلة, وقد ظهر ذلك جليا من خلال التزامهم بروحية المشاركة بنشاط عال ظهر من خلال الاندفاع الى الانتظام بالتعاليم المطلوبة والإنضباط بقوانين المشاركة واحترام قدسية المناسبة بالنسبة لشريكهم المسيحي, فهم يدركون أنهم أيضا معنيون برسالة السلام التي حملها البابا بينيديكتوس السادس عشر لتعم الانسانية جمعاء, وقد ذهلنا بكم الصور الهائل التي تهافتوا على التقاطها لقداسته, وهم على يقين ان هذه الزيارة تعتبر تميّز للبنان ككل وهو بأمسّ الحاجة اليها في هذا الوقت العصيب الذي تشهده منطقتنا, كما أنهم يعلمون ان وطنهم يمر بخطورات كبرى وعليهم التوحد لمواجة هذ التحديات والانتصار عليها, فالمسامحة والمصالحة هي اساس التحرك لتحقيق الخلاص من آتون الشر الذي يحاصرنا وهذا حتما لن يتحقق الا من خلال تكاتفنا جميعا بكل مذاهبنا وأطيافنا وألواننا. فالمسامحة التي دعى اليها السيد المسيح والتي هي نفسها مرتكزا أساسيا في الدين الاسلامي هي وحدها الخلاص الحقيقي والذي يبدأ بتطهير النفوس لتصبح الاعمال مرآة صادقة لهذه النفوس والتي تنعكس ايجابا على المجتمع ككل , وهذا ما دأب قداسة البابا على تكراره وترداده في كل رسائله وكلماته , وهو نفسه الهدف الاساسي التي ترتكز عليه زيارته الى لبنان, وقد اثار اهتمام تلامذتنا بكلماته التي اركزت على أبعاد المواطنة التي تؤسس الى وحدة حقيقة بين ابناء الوطن الواحد, وقد كانت رسالته الى الشباب قد ركزت على معاني العيش المشترك والصمود صفا واحدا في وجه الشر.
ومما اثار اهتمام تلامذتنا أيضا هو حديث قداسة البابا عن الفيلم الاميركي المسيء للرسول محمد، حيث دعا إلى ان "ننتهي من هذه الترهات والافلام القذرة التي تسيء للإنسان ودينه وكرامته أيضاً"، معتبراً ان "هذه إهانة ليست فقط للمسلمين وإلى الدين الاسلامي ولكن لنا كمسيحيين أيضاً"، مجدداً "إستنكاره،وداعياً إلى"إبراز قيم وفضائل الإسلام".
أخيرا لقد جسدت زيارة قداسة البابا الى لبنان بالنسبة لطلابنا أهمية كبرى وتكريس حقيقي لفكرة أن لبنان هو ملتقى الأديان ومهد الحضارات ونقطة التقاء الشرق بالغرب ونقطة تعايش للإنسانية لا يمكن الحفاظ عليها الا بالتماسك والتضامن والشراكة والمسامحة, لأن المصير مشترك ولأنها وحدها كفيلة بتحقيق الخلاص .
ميسون حمزة
بوركت جهودك وجهود تلامذتك هذه هي المقاصد وهؤلاء هم أبناءها
ReplyDeleteالست ميسون والاستاذ جنان وتلامذتكما كانوا محط أنظار وفخر المقاصد
ReplyDeleteبارك الله بكما وبهم وبالحهود وبالمقاصد الشريفة لديكم جميعاً
شكرا لكم حضرة الرئيس على إختياركم لنا من أجل المشاركة في دور المقاصد في هذه المناسبة ونشكر الله على حسن تقديركم ونتمنى أن نكون قد مثلنا مؤسستنا خير تمثيل
ReplyDeleteاستاذ جنان جهودك كانت أكثر حضورا, ودعمك يفوق ويتخطى كل التوقعات
ReplyDelete