زملائي ........تحية وبعد
يحضرني عشية الإستقلال سؤال عن معنى الوطن, في زمن بات فيه لكل شارع وفئة في المجتمع وطن مصغّر مبنيّ على حجم هذه الفئة وطموحاتها
كيف نرى الوطن في عيد الإستقلال, وماذا يعني لنا وطننا بعد كل العثرات والتقلبات التي مرت به, وكيف نرى شراكائنا في الوطن؟
أسئلة كثيرة, بسيطة في طرحها, لكنها حتما تستحق لحظة وقوف أمام الذات, وليسأل كل منا نفسه هذا السؤال, والذي على ما يبدو لي إجابته ليست بالأمر السهل.........
في أحد الصفوف ( الثانوي الثاني) وانا أدرّس في مادتي ومن ضمن المنهج الدراسي لمادة علم الإجتماع, حول مفهوم التنشئة الإجتماعية وكيفية نقل القيم والمعاني لأفراد المجتمع وتكوين الفرد الإجتماعي, طلبت من أحد الطلاب أن يحضّر درسا للحصة المقبلة حول التنشئة الإجتماعية والسياسية.....وذهلت بعدها في المعاني البسيطة التي قدّمها هذا الطالب حول الموضوع المطروح, فيما اختاره للعرض من ضمن الأمثلة لشرح أهداف الدرس والتي أظهرت بوضوح مرارة الواقع الذي نعيش فيه ....فقال :"ينشأ الطفل في لبنان على معاني متعددة حول الوطن,وهي معاني مختلفة جذريا عن بعضها البعض, لأنه يرى في كل شارع وحي وطائفة وبلدة وعائلة معنى مختلف للوطنية لأن كل فئة من الفئات المذكورة تقدم نفسها الحامية الوحيدة للوطن والخائفة على مصيره....... " وتابع الطالب :" وكل فئة تتنازع مع الأخرى حول الوطن وتشدّ به لدرجة التشليع فيتجزا هذا الوطن ويصبح لكل فئة جزئها الصغير , فتصيغه كوطن على حجمها يرعى مصالحها ويحدد إنتماءها......", فقد عبّر هذا الطالب الذي لم يتمتع بعد بحقوقه المدنية كمواطن راشد بوضوح وحقيقية بحيث أربكتني صراحته اللاذعة , واوقفتني عند تساؤلي هذا, الذي أضعه اليوم بين أيديكم عم معنى الوطن,
نحن اليوم بناة الأجيال القادمة كيف نستطيع أن نقارب المفاهيم حول الوطن والإستقلال, لنقدمها لأجيالنا الذين على ما يبدو يعرفون الكثير الكثير .........كيف نستطيع أن نغيّر الحقائق المترسخة كقناعات في أذهان طلابنا, وكيف نقدر على تصحيح معايير يفرضها الواقع على حياتنا لا محالة.....
أظن أن الإجابة تبدأ من داخل كل واحد فينا, ومن ثم تنعكس على من حولها......فلنبدأ بأنفسنا ولنعمل على تحرير أفكارنا من مغبة القيود ولنستقل بطرق التفكير لما هو خير وصلاح هذا المجتمع ولنسلّط الضوء الصافي على معاني الخير والحق والجمال والتسامح والشراكة والحق في الإختلاف بالرأي البنّاء , والحق في الإختيار, والحق في الإنتماء الى الوطن كمواطن حر....
وليكن معنى الوطن في داخلنا مبني على قواعد ثلاث " الحرية " , " الملكية " , و " الكرامة" فهذه المعاني كلها ان فقدناها حتما سنفقد الوطن, فاذا عشت أنا كمواطن في وطن أفقد فيه حريتي وتداس فيه كرامتي وتسلب فيه ملكيتي فحتما ستصبح كلمة وطن كلمة جوفاء وسيصبح معنى الإستقلال قيد جديد يشدني بإتجاه الجهل وحتما سيصبح الوطن من وجهة نظري مجزأ
إن دربنا ليس باليسير أبدا......لكنها خطوة الألف ميل والتي دائما ستبدأ بخطوة
وكل عيد إستقلال وأنتم بألف خير
ما شاء الله
ReplyDeleteالفقرة الاخيرة في ما كتبته الست ميسون فيه التعبير السليم عن طريقة التفكير الوطني
ما جاء في كتابة التلميذ ما هو الا التعبير الصادق عن الضلالة التي اوقعنا فيها القيمون على الوطن
أصبحنا سجناء للخبر
الاجابة بدأت من داخلنا
بدأنا بأنفسنا
دربنا يسير بإذن الله
ونقطة الوصول لرحلة الألف ميل هي أمامنا وبانتظارنا
قلوبنا ملئى بالقيم الصالحة والوطنية الصادقة والكرامة الكاملة
والإيمان القوي
اسمعوا للصوت بداخلكم فهو أصدق من تحاليل فلاسفة العصر
وطننا بيتنا الخاص
المحافظة عليه هي إحدى أوسمة الاستقلال
شكرا ميسو
شكرا تلميذك الذي حرك المشاعر
كل عام وانتم بخير
This comment has been removed by the author.
ReplyDeleteكل عام والخطوة الأولى من الألف ميل بخير ما دام في جمعيتنا اساتذة ينبض قلبها بدم يحنو الى الوطن بإخلاص ومحبة وهدفهم جيل الوطن. كل عام وانت ولبنان والمقاصد بألف خير
ReplyDeleteشكرا لك حضرة الرئيس لعدة أسباب , أهمها لعينك الساهرة المتتبعة لتفاصيل ما يحصل في مجتمعنا المصغر, وشكرا لعينك الناقدة المتفقدة , والشكر الكبر لذلك الدعم المعنوي الذي ظهر بكلماتك, أتمنى ان نؤدي الأمانة المطلوبة منا جميعا , بما يليق بمجتمعنا وجمعيتنا وضميرنا, جميعا يدا بيد...............(ميسون حمزة)
ReplyDeleteحضرة الاستاذ جنان, أشكر لك كلماتك الصادقة, ودعمك, واقول اننا لسنا جميعا سوى جنود للحق وعلينا جميعا واجب تجاه الوطن كما تجاه ابناء الوطن, عسى ان نكون بقدر هذه المسؤولية
ReplyDelete